الاثنين، 15 سبتمبر 2008

وكالة الطاقة: ايران تعطل التحقيق في نشاط مزعوم لصنع قنبلة ذرية

فيينا (رويترز) - قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين ان ايران عرقلت تحقيقا فيما اذا كانت تجري أبحاثا بشأن كيفية صنع قنبلة ذرية وقالت بريطانيا انها سوف تسعى جاهدة لفرض عقوبات اشد على طهران.

وقال تقرير سري للوكالة ان ايران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بواقع 500 جهاز ليصل عددها الى 3820 منذ مايو ايار وانها تختبر نموذجا متقدما قادرا على تنقية الوقود النووي بسرعة اكبر من مرتين الى ثلاث مرات في تجاهل لقرارات الامم المتحدة.

وقال مسؤول بارز من الامم المتحدة على دراية بالتقرير ان ايران امامها نحو عامين على الاقل فيما يبدو حتى تحصل على يورانيوم مخصب صالح لانتاج قنبلة ذرية اذا قررت في نهاية المطاف القيام بهذا.

وتنفي ايران ان نشاطها النووي يستهدف تطوير قنبلة.

وقال مسؤول بارز اخر من الامم المتحدة "في موضوع وجود أبعاد عسكرية محتملة لبرنامج ايران النووي فقد وصلنا الى طريق مسدود. دون مساعدة ايران وتعاونها لا نستطيع المضي قدما."

وحملت ايران الوكالة المسؤولية عن هذا المأزق. ودعا مسؤول ايراني كبير طلب عدم نشر اسمه الوكالة الى تغيير منهجها والعمل بأسلوب " قانوني ومنطقي."

واتهمت بريطانيا ايران "بالاستهانة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بمواصلة رفض الرد" على مخاوف مدير الوكالة محمد البرادعي بشان احتمال قيامها بعمل نووي سري.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية "لذا سنسعى حثيثا لفرض مزيد من العقوبات الدولية في الاسابيع المقبلة."

ويقول محللون ان ايران صمدت حتى الآن امام العقوبات المحدودة المفروضة عليها وربما تعول على روسيا التي بينها وبين الغرب خلاف بشأن جورجيا بان تعرقل اجراءات متشددة قد يهم مجلس الامن الدولي باتخاذها.

واجتمع وزير الخارجية الالماني فرانك وولتر شتاينمار مع نظيره الايراني مانوشهر متكي مساء الاثنين وقال مصدر في الوفد انه "عبر عن خيبة أمله لغياب التعاون من جانب ايران مع الوكالة ودعا ايران الى تيسير وصول الوكالة الى كل المعلومات الضرورية."

واضاف المصدر قوله "انه وضح ان طهران لا ينبغي لها الاستمرار في محاولة كسب الوقت."

وسيناقش التقرير مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية الذي يضم في عضويته 35 دولة خلال اجتماع سيعقد يوم 22 من سبتمبر أيلول ويحتمل أن تسعى القوى الغربية الى استصدار قرار لمعاقبة ايران.

وجاء في تقرير الوكالة التي مقرها فيينا أن ايران خزنت حتى الآن 480 كيلوجراما من اليورانيوم منخفض التخصيب.

وقال مسؤولون بالامم المتحدة طلبوا عدم نشر أسمائهم انها ستحتاج الى 1700 كيلوجرام لتحويلها الى يورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة ذرية.

وقال أحد المسؤولين "ستكون هذه كمية كبيرة.. وحدة من اليورانيوم عالي التخصيب. وستستغرق نحو عامين."

وتزامن التقرير مع إعلان ايران أنها ستجري تدريبات للدفاع الجوي في نصف أقاليمها الثلاثين.

وقالت وكالة أنباء الطلبة الايرانية في طهران ان البريجادير جنرال أحمد ميقاني قائد الدفاع الجوي "أكد أن الاعداء سيواجهون ردا خطيرا على أي عدوان وسنفاجئهم ونجعلهم يندمون."

وتقول واشنطن انها تريد حلا دبلوماسيا للازمة النووية لكنها لم تستبعد عملا عسكريا اذا أخفقت الدبلوماسية. وتقول ايران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم ان برامجها النووية سلمية وتهدف الى توليد الكهرباء.

وكانت الوكالة قد ذكرت في تقريرها السابق في مايو ايار أن ايران تخفي فيما يبدو معلومات مطلوبة لتفسير معلومات لاجهزة مخابرات عن أنها ربطت بين مشروعات لمعالجة اليورانيوم واختبار مواد شديدة الانفجار وتعديل الجزء المخروطي في مقدمة صاروخ على نحو يلائم حمل رؤوس نووية.

ودعا البرادعي ايران آنذاك "للكشف الكامل" وتحديدا الذهاب الى أبعد من مجرد النفي القاطع دون اتاحة الفرصة للوصول بحرية الى المواقع والوثائق أو المسؤولين المعنيين لاجراء مقابلات معهم لتعضيد موقفهم.

وقال تقرير يوم الاثنين ان ايران لم تفعل أي شيء لتحقيق تلك الغاية. وأقرت ايران ببعض الانشطة التي ورد ذكرها في التقرير لكنها قالت انها لاهداف عسكرية تقليدية فحسب.

وقال التقرير "من المؤسف أن الوكالة لم تتمكن من احراز أي تقدم ملموس بخصوص الدراسات المزعومة (الخاصة بصنع أسلحة) وقضايا أخرى رئيسية متبقية ذات صلة مازالت مصدر قلق بالغ."

وذكر التقرير أن المحققين التابعين لوكالة الطاقة الذرية أكدوا لايران أن وثائق المخابرات متكاملة لدرجة "تدعو الى النظر اليها بجدية" من جانب ايران.

لكن في اشارة الى معارضة ايران قال مسؤولون في الامم المتحدة ان طهران يساورها القلق بصورة يمكن تفهمها من الكشف عن معلومات تشعر أنها يمكن أن تضر بأمنها في وقت يتزايد فيه التوتر بينها وبين الولايات المتحدة واسرائيل.

وذكروا أن ثمة عقبة أخرى هي رفض القوى الغربية السماح لوكالة الطاقة الذرية امداد ايران بنسخ من معلومات المخابرات للاطلاع عليها. وقالت ايران انها لم تر سوى نسخ الكترونية يمكن بسهولة التلاعب فيها.

وقال علي اصغر سلطانية ممثل ايران في الوكالة لرويترز ان طهران لن تقدم تفسيرات اخرى قبل ان "تقدم الوكالة الوثائق لنا." وقال ان طلبات الوكالة تتجاوز التزامات ايران القانونية للتعاون "لقد فعلنا اكثر مما يجب لتوضيح المزاعم التي بلا اساس."

وذكر التقرير أن وكالة الطاقة الذرية تحاول انهاء الازمة بحث ايران على تحديد أي المعلومات خاطيء وأيها صحيح في رأيها لكن طهران لم ترد حتى الان.

وقال السفير الامريكي جريجوري شولت للصحفيين "رفض ايران الرد يسبب مشكلة بشكل خاص في الوقت الذي تواصل فيه تطوير قدراتها لانتاج مواد قابلة للانشطار يمكن استخدامها في صنع قنبلة ذرية."

من مارك هاينريتش

ليست هناك تعليقات: