الاثنين، 15 سبتمبر 2008

مقتل 34 في تفجيرات في العراق ووزير الدفاع الامريكي في بغداد

بغداد (رويترز) - وقعت ثلاثة تفجيرات مما أسفر عن مقتل 34 شخصا واصابة العشرات في العراق يوم الاثنين مما يسلط الضوء على التحديات الامنية التي تواجه القائد الجديد للقوات الامريكية في العراق الذي سيتولى مهامه هذا الاسبوع.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الذي وصل في وقت سابق في زيارة لم يعلن عنها من قبل ان على القائد الجديد للقوات الامريكية في العراق اللفتنانت جنرال راي أوديرنو أن يتوصل لسبل للحفاظ على تحسن الوضع الامني في البلاد مع انخفاض عدد القوات الامريكية هناك.

ويرأس جيتس يوم الثلاثاء مراسم تسليم قيادة القوات الامريكية في العراق الى أوديرنو خلفا للجنرال ديفيد بتريوس الذي اتسمت فترة توليه المنصب بنشر 30 ألف جندي أمريكي اضافي في العراق وانحسار أعمال العنف بشكل كبير.

وفي أعنف هجمات يوم الاثنين قالت الشرطة إن امرأة انتحارية فجرت نفسها فقتلت 22 شخصا وأصابت 33 في حفل افطار حضره ضباط شرطة في محافظة ديالى المضطربة بشمال العراق.

وقالت الشرطة ان ضباط الشرطة كانوا يتناولون طعام الافطار في بلدة بلد روز الواقعة على بعد 90 كيلومترا الى الشمال الشرقي من العاصمة العراقية بغداد. وشمل القتلى رئيس الشرطة في البلدة المقدم محمد اشرف وعشرة اخرين من رجال الشرطة.

وفي العاصمة انفجرت سيارتان ملغومتان في تتابع سريع في حي الكرادة بوسط بغداد يوم الاثنين مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا واصابة 37 اخرين.

وعلى الرغم من زيادة الهجمات المميتة في الايام القليلة الماضية فان اجمالي مستوى أعمال العنف وصل الى أقل مستوى له في أربعة أعوام في العراق.

وقال جيتس ان المناطق التي ستعمل بها القوات الامريكية في العراق ستواصل تقلصها.

وقال للصحفيين على متن طائرته "التحدي كما أعتقد أمام الجنرال أوديرنو هو كيف نعمل مع العراقيين للحفاظ على المكاسب التي تحققت وتوسيعها حتى مع خفض عدد القوات الامريكية."

وقادت القوات العراقية كل العمليات الامنية الكبيرة في الشهور الاخيرة. ومن المتوقع أيضا أن يسلم الجيش الامريكي المسؤولية الامنية في محافظتين عراقيتين أخريين الى القوات العراقية العام الحالي لتصبح القوات العراقية مسؤولة عن الامن في 13 من بين محافظات العراق البالغ عددها 18 محافظة.

ومن المقرر ان يرقى أوديرنو الذي كان من قبل الرجل الثاني في قيادة القوات الامريكية في العراق لمدة 15 شهرا وحتى شهر فبراير شباط الى رتبة جنرال يوم الثلاثاء.

وأعلن الرئيس الامريكي جورج بوش الاسبوع الماضي سحب حوالي ثمانية الاف جندي أمريكي من العراق ببداية العام المقبل ليبقى هناك نحو 138 ألف جندي أمريكي.

وستتوجه الكثير من القوات التي كان من المقرر أن تحل محل القوات التي تغادر العراق الى أفغانستان حيث تصاعدت وتيرة أعمال العنف هناك بشكل كبير خلال العامين المنصرمين.

وأحدث بوش الذي قوبلت ادارته لاول عامين في حرب العراق بانتقادات واسعة تغييرات في أواخر عام 2006 وأوائل 2007 فعين جيتس خلفا لدونالد رامسفيلد في منصب وزير الدفاع كما عين بتريوس الذي يتمتع بمهارة في التعامل مع وسائل الاعلام قائدا للقوات الامريكية في العراق.

وحذر اللفتنانت جنرال لويد أوستن الرجل الثاني الحالي في القوات الامريكية في العراق من دفع القوات العراقية لتولي المسؤولية وتولي قدر كبير من المهام في وقت ضيق مشيرا الى أن الولايات المتحدة حاولت تنفيذ تسليم سريع للصلاحيات في وقت سابق هذا العام.

وقال للصحفيين الذين يسافرون مع جيتس "لست متأكدا من أن دفعهم للامام هو الشيء الصواب الذي نود فعله. وأعتقد أننا حاولنا ذلك مرة من قبل وتوصلنا الى أن ذلك لم ينفع."

وقال جيتس ان من المهم أن يمضي العراقيون قدما في طريق المصالحة وأن تقدم الحكومة العراقية المزيد من الخدمات الى شعبها وأن تستمر القوات الامريكية والعراقية في الضغط على مقاتلي تنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية.

وأضاف الاسبوع الماضي أنه يعتقد أن حرب العراق دخلت مراحلها الاخيرة بعد رحيل القوات الامريكية الاضافية وتسلم القوات العراقية المزيد من المسؤولية.

وقال "ليس هناك شك في أن دورنا سيظل مستمرا.. لكنني أعتقد أن المناطق التي ننشط فيها بجد ستظل تنكمش."

وأثنى وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم على بتريوس الذي سيتولى منصب قائد القيادة المركزية الامريكية للشرق الاوسط.

وقال جاسم في مراسم وداع لبتريوس في وزارة الدفاع العراقية "لقد قام الجنرال بتريوس بدعم الجيش العراقي في كل ما يحتاج اليه وستكون بصماته واضحة في المستقبل وسنذكره كثيرا في المستقبل."

وأشار مسؤولون أمريكيون الى أن زيادة القوات الامريكية في العراق وتأكيد بتريوس على القوات دخول المناطق العراقية بغرض حمايتها سببان رئيسيان في تراجع العنف في البلاد.

وقال مسؤولون ومحللون ان عوامل أخرى لعبت دورا كبيرا في هذا الصدد مثل قرار مسلحين سنة سابقين التحول ضد تنظيم القاعدة ومطالبة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ميليشيا جيش المهدي التابعة له بالالتزام بوقف لاطلاق النار.

من أندرو جراي

ليست هناك تعليقات: